رواية في قلبي أنثى عبرية: ملخص، تحليل، ونقاط القوة والضعف

رواية في قلبي أنثى عبرية: ملخص، تحليل، ونقاط القوة والضعف

 مدخل لرواية في قلبي أنثى عبرية

رواية "في قلبي أنثى عبرية"، للكاتبة السعودية خولة حمدي، التي صدرت سنة 2012، تعتبر من أشهر الروايات في العالم العربي، لأنها تجمع بين الدين والمقاومة والحب. العديد من القراء يترقبون الجزء الثاني للرواية ويتساءلون عن إمكانية تحويلها إلى فيلم. توجد الرواية بلغات عديدة، بما في ذلك اللغة الإنجليزية، مما أدى إلى توسيع قاعدة قرائها. غلاف الرواية، بالإضافة إلى الاقتباسات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ساهمت في زيادة شهرتها. أما التحليل النقدي للرواية فيركز على أبعادها الدينية والثقافية والتناقضات الإنسانية.

ملخص أحداث رواية في قلبي أنثى عبرية

أحداث رواية "في قلبي أنثى عبرية" تدور بين حارة اليهود في جزيرة جربة التونسية ومدينة قانا التاريخية اللبنانية، وتحكي قصة الفتاة ريما المسلمة التي ترعرعت وسط عائلة يهودية بعد أن فقدت والديها. في الجهة المقابلة، تعرض لنا الرواية قصة ندى اليهودية التي تعيش في منطقة جنوب لبنان التي كانت آنذاك تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، والتي تقع في حب الشاب أحمد الذي ينضوي تحت لواء المقاومة اللبنانية. الرواية تجسد في قصتها العديد من التناقضات، وتعكس التعايش السلمي بين مختلف الأديان سواء بين المسلمين والمسيحيين في لبنان أو بين المسلمين واليهود في تونس. تتحدث الكاتبة عن كون الرواية مبنية على قصة واقعية، لكن القارئ قد يشعر بإدخال جانب خيالي إلى القصة لتدعيم حبكة الرواية.

أسلوب الكتابة في الرواية

من أهم نقاط القوة في رواية "في قلبي أنثى عبرية" أسلوب السرد المباشر، الذي يمتاز بالوضوح والبساطة، مما جعل الرواية قريبة من شتى أنواع القراء. الابتعاد عن التعقيدات في السرد والزخرفة اللغوية جعل من هذا العمل الروائي سهلاً لتقبله والاندماج في أحداثه المتصاعدة. بعض النقاد يعتبرون أن الرواية انعكاس للعصر الحالي الذي نعيشه، لأنها تجمع بين العلم والأدب والتاريخ في عمل واحد. سعت الكاتبة، حسب البعض، إلى جعل الرواية عملاً موسوعياً يحمل في طياته العديد من المعلومات التي قد تفيد مجموعة من القراء.

نقاط القوة في رواية في قلبي أنثى عبرية

من المهم أن تكون الرواية معلوماتية تسعى إلى زيادة ثقافة القارئ وليس فقط إمتاعه. تتناول الرواية قضايا الدين والتعايش العرقي، حيث تعيدنا إلى زمن كان فيه النقاش حول موضوع الإسلام ومسألة التعايش مع باقي الأديان الأخرى. كما أن الرواية تعيد التاريخ إلى الصراع القديم بين اللبنانيين وإسرائيل بعد احتلال جنوب لبنان، مذكّرة بمعركة "عناقيد الغضب"، وكذلك مجزرة قانا، واتفاقية نيسان 1996. بذلك، تعزز الرواية الوعي بالنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي وتسترجع أحداثاً تاريخية قد لا يعرفها الجيل الحالي.

نقاط الضعف في رواية في قلبي أنثى عبرية

رغم مميزات الرواية، توجد العديد من نقاط الضعف التي لا يمكن تجاوزها. أولاً، اختيار العنوان لم يكن موفقاً، إذ يبدو أنه يهدف للإثارة لأسباب تسويقية، وهو ما أكدته الكاتبة في لقاءاتها الصحفية. النص، رغم سلاسته، يعاني من بعض الضعف في مقاطع معينة، بالنسبة لرواية أولى، يبقى هذا مقبولاً، لكن الأخطاء أصبحت شائعة بسبب تخلي دور النشر عن التدقيق اللغوي.

أما أحداث الرواية المهمة، فلم تكن بالقوة المطلوبة في بعض المقاطع. مثال على ذلك، تحول ندى اليهودية إلى الإسلام جاء مفهوماً وتدريجياً، لكن دخول سونيا إلى الإسلام ظهر متسرعاً وغير مبرر بما يكفي، وكأنه جاء فقط لإرضاء جمهور معين. حدث استشهاد ريما خلال قصف إسرائيلي في السوق الشعبي، الذي يعتبر محورياً في حبكة الرواية، تم تقديمه بشكل مختصر وسريع لا يتناسب مع مكانته في الرواية. كذلك، العلاقة العاطفية بين أحمد وندى، رغم كونها محور الرواية، أثارت جدلاً كبيراً، حيث بدت أحداث مثل اختفاء أحمد وفقدانه لذاكرته ضعيفة وتشبه حبكات المسلسلات التركية

هل رواية في قلبي أنثى عبرية تجارية؟

يمكن القول بأن "في قلبي أنثى عبرية" هي رواية تجارية بامتياز، تلبي رغبات الجمهور بشكل واضح. ومع ذلك، لا يمكن التغاضي عن نقاط قوتها مثل مناقشة القضايا الدينية وتسليط الضوء على المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي. إلا أنها تبقى بعيدة عن تصنيفها كأحد الأعمال الأدبية الخالدة. النجاح التجاري الذي حققته يندرج تحت الأعمال التي تلبي ذوق الجمهور، وهو ما يفسر عدد الطبعات القياسي.

 في النهاية، النقد الأدبي البناء ضروري لتقييم أي عمل بعيداً عن الصيت الجماهيري أو النجاح التجاري، فليس كل ما يلمع ذهباً، و"في قلبي أنثى عبرية" ليست استثناءً.

تعليقات